الاثنين، سبتمبر 08، 2008

جسّ الطبيب يدي جهلا


يدي تؤلمني .. لم تعد تعينني على الكتابة

راجعت الطبيب مرتين و أصر على أنها فقرات الرقبة

ما علاقة الرقبة بمعصمي يا دكتور؟

لاتحدثني عن طبك.. خطوتان تفصلني عن الكفران بالطب يا دكتور

جدتي تحفظ غثاء دكتورها و أسماء الادوية قبل امها و لم تفارق الآلام جسدها الحريص المريض

و جدة صديقتي الأمية تصرخ في وجه دكتورها : ما يفهمك انت ؟ و تلقي بأكياسه في سلة المهملات

و تحفظ صحتها بعيدا عن متناول الحلوين

أعصابي تلفانة يا دكتور رقبتي طيبة و بريئة و بعيدة عن مواطن الظن و بواطن الصدور ..

الـ آح في قلبي فخل يدي على ذمة صديقنا الشاعر ديك الجن يا دكتور

هل وجدت غير البطينات و الأذينات و الشرايين و الأوردة في درس تشريح القلب يا دكتور ؟

هل دلتك الكتب السميكة على المكان الذي تغرز فيه السهام الموجعة ما إن يتخلى الأحبة ؟

هل أوفى أستاذك شرح الرسم البياني للقلب الباكي و القلب الراقص و القلب المقفل و القلب الميت ؟

ألم يتكرم جراح حاذق من اصحابك يا دكتور بانتشال خلايا الحقد السرطانية السوداء من قلب احدهم ؟

أو انتزاع جرثومة السخط و النكد

أو تنظيف عفن الحسد

أو طمس بيت الذكريات في ذلك الركن القصي من كل قلب


معصمي هو الذي يحترق أشعر أنه يغلي و أصابعي تريد أن تفر من مكانها و حين أضغط على الكيبورد كل يدي تتأوه لكنني أتعامل معها كما لو كانت ملكا لشخص آخر ، أرهقها لأن ما يعتمل جواتي مرهق أكثر


أستريح لدقيقة أمهل ذهني و أهمل ذراعي و أفكر في أولئك الذين لا يستطيعون كتابة ما يريدون

ثم أولئك الذين لا يستطيعون قوله

ثم يالله أولئك الذين لا يستطيعون أن يريدوا الكتابة


يموت كفي و تفنى أصابعي و يتفلق قلبي

و لا تتزحزح الإرادة التي تغذيني بالحياة .




- يدي .. سلامتك يا ئلبي .. تعبناك

- يسلم بؤك حبيبي .. تعبك راحة

الجمعة، سبتمبر 05، 2008

خطها الوهمي

آمالي لم تتعد يوما خط السعادة

كل ما كنت أحلم به هو منزل أنيق و أسرة عصامية مهذبة بحقوق مكفولة و عيشة على الصراط المستقيم

الحياة ليست كما نقرؤها في الروايات و نراها على الشاشة

الواقع فج

لا يحتمل المجاز و لا يعرف التورية و لا يؤمن بالحظ

و قصص ديزني أفسدتنا

حرضتنا على البحث عن النهايات السعيدة حيث لا توجد أصلا نهايات

و عززت إيماننا بصندوق الأمنيات و مصباح علاء الدين و نافورة الشباب و طاقية الإخفاء و كبسولة السعادة

و الواقع يركل كل هذه الخردة إلى قمامته و يخنقنا بيديه الخشنتين

آمالي لم تتعد يوما خط السعادة

و يبدو أن هذا الخط مثل وردة جوري ناضجة الحمرة في شتاء ثلجي قاس

وجودها معدوم

و الرغبة العارمة باقتنائها ترف معلوم .