الجمعة، أغسطس 29، 2008

قاسي الوقت .. لكني بعد قاسي




الصورة لـ يزيد
صراحة مادري منهو يزيد
ظنيته يزيد الغريبي
بس شكله مو هو
المهم يايزيد ان صورتك حلوة

الثلاثاء، أغسطس 19، 2008

استغلال



فتشت جيدا في أدراج قلبي فلم أجد قلما واحدا

و وجدته موصدا مكبلا بالصمت مقيدا بالوجوم و السكون ينظر أن تحل به الكارثة

مستسلما و ما لم يك قبل اليوم ذاك

فتشت في أصقاع روحي فلم أجد منشفة واحدة أمسح بها جروحي الرطبة

التي أحفرها بأظافري و أنبشها بسكاكيني

ماذا عساي واجدة في هذا الفراغ المهجور ؟

الريح تلهث في هذه الهجيرة الحارقة

و تتجمد و تسكن خارج الحدود

الشعراء يستغلون الحزن

هراء

الحزن يستغل الجميع و يكذب عليهم و يخدعهم و ينشل من شفاههم كل بسمة




اليوم يومك

أقبل

فهذي الأرض كانت مبتغاك

أنا مذ رأيتك في رداء الموت

تخطر

باركت روحي خطاك

أتعبت خيلك

ماذا يضير لو التفتّ َ

و صدتني سهوا هناك

أنا لا أمانع أن تخفّ إليّ

تطمس الأسماء كثيرة قبلي

و تودعني الهلاك

أنا لن أسائل كيف جئت

و عند من ألقيت رحلك

أو إذا غاضت بعينيك المياه

غزيرة

ماذا دهاك

اليوم يومك

خذ من الآبار حتى ترتوي

هذه الأرض كانت مبتغاك

و إليها ثم فيها

منتهاك

الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

موعد في المهجر


جئت على موعد مع نفسي ، أملا أن تكون هذه هي الورقة الأخيرة التي أكتبها لي ، فأنهي بإنهائها فصلا طويلا من الألم المضني القاتل .

جئت على موعد مع نفسي ، على علم بأنه أجمل المواعيد و أحلاها ، أقعدها أمامي أراها مبتسمة ترمقني و أنا أكتب بعينين تشعان بالإعجاب الكبير .

عامل المقهى يجمع بقايا الفارغين . بأسى يلم فتاتهم و يعجز أن يقبض ما نثرته أفئدتهم من هموم الحياة .

الضوء ، يمكن أن أبصره من هذه الحجرة المحكمة ، كل ما فيها مغلق السقف الجدران حتى الزجاج مطلي بالسواد القاتم و رغما عنهم يبتسم من خلال فتحة صغيرة معلنا انتصاره .

الصغار أيضا يعلنون انتصارهم رغما عن أعين والديهم و زمجرتهم ، يصرخون و يشتمون محطمين كل الحواجز التي تظهر عند كبرهم باسم الخطأ . ثم يكتشفون بعد نضجهم أن الأخطاء في الدنيا ليست سوى أوهام استسلام لرغبات الآخرين و عقولهم .

جئت على موعد مع نفسي ، أصارحها و أسائلها و أطلبها السماح و العفو ، أرجوها الغفران ، أتوسل إليها أن تكف عن جلدي، و أدعوها أن نبدأ معا كتابا جديدا نفتحه باسم جديد نرسم له أرق غلاف بأيدينا المفتقرة للمهارة الناضحة بالصدق . جئت أحادثها عن شؤوننا الخاصة الدقيقة ، فقط أنا و هي على غفلة عن أعين المارين الفضولية ، لا يعنيني سوى أمرها مهما سمعت و رأيت من كلام بني البشر .

بنو البشر ؟ أين هم بنو البشر ؟

الناس إما ملهِم أو حاسد

و لقد خُلقت لتلهِمي و لتُحسدي

لا يوجد سوانا هنا .. مدي إلي كفك البديع و اسعفيني . أين أبحث عنك لأجدكِ ؟ أريد أن أرضيكِ أنتِ . و أقذف بالآخرين جميعهم في البحر في القمامة في جهنم و ترضين أنتِ .لم هو رضاك صعب و وعر ؟ لماذا لم أظفر به طيلة خمس و عشرين سنة؟ لم أنت متزمتة و بخيلة و عصية على الفهم و الرضا ؟ امنحيني رضاك و بركتك و لا تحرميني من السير في حياة هادئة . امنحيني الغفلة . إنني أضع وعيي كله في يديك ِ إنني ألبسك تاج عقلي و أقلدك عقد شكي ، فقط دعيني أعيش مثل كل الدهماء الذين لا يشعرون ، مثل الصم البكم الذين لا يعقلون ، ساعديني في أن أكون أمام كل أحد تماما كما أنا هنا أمامك ، بكل هذا الجبروت الضخم و العزة المنيعة و العظمة الخالدة . أنت في نظري الأجمل و الأروع فلماذا لا تبوحين لي بمثل هذا ؟ و تضنين علي بقلبك ؟ ومتى تكفين عن قول لا أدري و لا أعلم و تعليق أخطائك على الآخرين و تشرعين في البحث معي عنك أعني عنا ؟ لم لا نعيش معا بسلام ننهي به كل هذه الصراعات المخيفة التي تحدث داخلنا و نلعن بكل ثقة و قوة الناس حولنا الذين يؤذوننا و لا يعنينا أمرهم .

أريد أن أفصح لك عن حقيقة دواخلي ، إنني أعيش في بعدين من الحياة ، داخلي غارق في الذات صادق جدا صريح و متذمر و ناقم و ساخط و ساخر من كل شيء حوله عظيم بذاته ذائب في حبها ، يرفض الأغلال وحداني كغريب في بلاد غريبة . و خارجي ، لا يظهر كرها لأحد ، كريم و معطاء يتبع القوانين و يسير حسب الأنظمة ، يضع حاجزا فولاذيا بينه و بين الآخرين ، الاقتراب ممنوع . أسلاك شائكة مكهربة تفصل ما بين الداخل و الخارج ، و هو أي أنا أعني نحن ، نتعذب بفعل هذه السياط هذا الحاجز هذا الجدار الذي يحول داخلي و خارجي إلى ساحة حرب لعينة لا تنتهي بنصر أحد و لا بهزيمته . و أنا ما بينهما عالقة ، لا أدري إلى أيهما أنزح و أجنح ، من منهما أتخذه أنا ً لي . يقول الفلاسفة اعرف نفسك و هذا ما أجدني عاجزة عن معرفته ، و لهذا دعوتكِ إلى هنا .

من يتبقى لي يا ربي ؟

أرى الناس تذهب ، تجمع حاجياتها و أغراضها و ذكرياتها و ترحل دون أن تلوح بوداع ، ضنينة حتى بالوداع . لكنني لست خاسرة ابدا ، لأنني لا أخسر . أنا لم أخلق لأخسر . قد أخسر الكثير من الأشخاص و الأشياء لكنني أبدا لا أخسر نفسي ، لا أخسركِ . و لأنني لا أخسركِ فأنا الرابحة دوما ربح الآخرون أم خسروا .

يهمني يا ربي أن تبقى معي ، و أن أبقى معي .

قاسميني حزني ، هاك كفي فتشي في عروقها كيف تشكو ، تريد أن تبث و تبوح و تتوق لأن تسمعيها ، شاركيني هذا الحزن المالح ، احزني معي ، أشعريني أنك مثلي تحتاجين أن تلعني هذا العالم و ناسه اللئيمة . أشعريني أنهم مساكين كل هذا الكون المتخم بمجموعة المساكين اللئيمة ، ونحن لسنا منهم لأننا نحزن و هم لا يعرفون كيف يحزنون . دعينا نبكي معا دونما سبب جلي ،لنقول أننا بشر ، و نثبت أن روحا طرية تستجم داخل هذا الجسد المتعب و هي بحاجة أن تستحم ، دعينا نبكي لنشعر بالسعادة .

مساء الخير أيتها النفس المطمئنة ،

مساء بعيد عن الوحوش و الناس المتطفلة الثرثارة الفضولية ، مساء بعيد عن النساء الغبيات الساذجات و الرجال التافهين الشبقين . مساء بعيد عن الازدحام اليومي الكئيب بالتفاصيل الغير مهمة . مساء رائع . مساء مثير . مساء فريد معي ..

عسى أن تعودي إليّ راضية مرضية .